المنتخب الوطني : استحواذ فاق الهجمات نحو المرمى

 

هل كان الاستحواذ على الكرة من طرف لاعبات المنتخب الوطني وسيلة لإجهاد الخصوم و استنزاف طاقتهم ؟ أم أن الاستحواذ فرض على النخبة الوطنية نتيجة اختيار المنتخبات التي لعبنا ضدها لمنطقة اللعب ؟ أم أن نسق اللعب و أسلوب اللعب مستوحى من مدرسة الإسبان و بالتالي يجسد مبادئها بغض النظر عن النتيجة المتوقعة ؟

وصل المنتخب الوطني إلى نسبة استحواذ على الكرة كبيرة أمام المنتخب الزامبي في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية لكنها لم تكن ذات فعالية ، بل كان للتمرير الخاطىء ، نتيجة سوء التركيز و سوء الاختيار و سوء وضعية الجسد و المعاناة مع الضغط العكسي ، آثار سلبية على رأسها تلقي أهداف .

على العموم شهد المنتخب تطورا في الأداء و التنظيم مع تسجيل استمرار الأخطاء . مباراة السنغال شهدت تغييرا في النسق بالاعتماد على لاعبتين في الارتكاز و الربط ما خفف الضغط على محور الدفاع و جعله مركزا على المهام المنوطة به .

خلال المباريات الثلاث تم الاعتماد على نسق هجومي موحد أي الهجمات المنظمة التي تنبني على البحث عن اللاعبة الحرة و التمرير بين الخطوط و البحث عن اللعب في ظهر محور الدفاع و كذا استثمار المساحة من الجهتين دون تسجيل استثمار و تجريب نظم لعب أخرى كالهجوم المضاد و الهجوم السريع و استثمار الركنيات بتسديدها مباشرة داخل المرمى . حصل المنتخب خلال المباريات الثلاث على 16 ركنية دون أن يسجل منها و لا هدف و سدد في اتجاه المرمى في 38 مناسبة فقط 13 منها مؤطرة مسجلا منها هدفين لغزلان الشباك و هذا كذلك يطرح علامة استفهام كبيرة حول عدم اللجوء إلى استثمار هذا المعطى المهم و هناك ايضاً التمريرات الجانبية les centres التي وصلت إلى 47 سجل منها هدفين لغزلان أيضا . أدوات هجومية فتاكة لا يتم استغلالها على الوجه الأفضل . سجل المنتخب نجاحا في تنفيذ ركلات الترجيح إذ تحصل على ركلتين سجلتهما ياسمين أمرابط.

تقدم الاحصائيات أن المنتخب الوطني وصل إلى نسبة استحواذ مهمة 69% في مباراتي زامبيا و الكونغو الديموقراطية و 64% ضد منتخب السنغال ( 1351 تمريرة منها 1099 ناجحة أي مجموع اخطاء التمرير وصل فقط إلى 252 و هذا رقم مهم جدا ) هذا ما يفسر عدد الركنيات التي حصل عليها و عدد التمريرات البينية و التمريرات الجانبية و يفسر المجهود البدني الكبير و الجبار الذي تقدمه اللاعبات خلال المباريات .

على المستوى الدفاعي و طريقة اشتغال المنظومة الدفاعية ظهرت بها عيوب تسببت في استقبال أهداف كانت محرجة في بعض لحظات المباراة . باستثناء مباراة منتخب السنغال حيث تم إصلاح مجموعة من العيوب الدفاعية و التنظيمية باعتماد لاعبتين في الربط كإجراء أولي : ياسمين و نجاة بدري و تضييق المساحة و إغلاق الممرات البينية كإجراء ثان و الضغط على حامل الكرة كإجراء ثالث .

خلال المباريات الثلاث ارتكب المنتخب 31 خطأ منها المؤثر و كان سببا في تلقي أهداف و على مستوى les tacles تدخل في 35 نجح في 29 مناسبة و على مستوى الثنائيات كسب 116 من أصل 118 و هذا رقم مهم يبين مدى القتاليّة و الشراسة في الحالات الدفاعية أو الهجومية . على مستوى التدخل لقطع الكرة تدخل في 16 مناسبة كانت وراء هجوم عكسي .

تقدم هاته الإحصائيات ( من خلال القراء الوصفية ) قوة المنتخب الوطني و السيطرة التي يفرضها غير أن القراءة النوعية و التحليلية للمعطيات الإحصائية تقدم صورة أخرى تتطلب التعديل للرؤيا المرتبطة بالزاوية .

نحن أمام دور لا يعترف بالإحصاء الكمي / الوصفي بل على الكيف بمعنى البحث عن أفضل الطرق للتأهل . دور يعترف بالنتيجة فقط لذلك يجب تعديل الرؤيا أي استثمار كل هاته الإحصائيات المكتسبة خلال الدور الأول و صياغتها في قالب جديد يستثمر نقط القوة و يصحح الأخطاء .

و لنا في مباراة الافتتاح الدرس تفوقنا في الاستحواذ في الوقت الذي تفوقت زامبيا في النجاعة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *